عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شفاء العليل شرح منار السبيل
316877 مشاهدة print word pdf
line-top
ترجمة صاحب متن دليل الطالب

الشيخ مرعي الكرمي -رحمه الله-
هو الشيخ: مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي ثم المقدسي الحنبلي.
وُلِدَ في طور كرم بفلسطين وانتقل إلى القدس ثم إلى القاهرة واستقر بها إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
وقد كان الشيخ مرعي مِن كبار علماء الحنابلة بمصر إماما محدِّثا فقيها، ذا اطلاع واسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة. وله مصنفات قيمة، وهي كثيرة متعددة، تبلغ (77) كتابا تقريبا، وقد تزيد على ذلك.
وكان ينظم الشعر، وله ديوان جيد، ومنه قوله:
لئـن قلَّدَ النـاسُ الأئمة إنني لفي مذهب الحَبر ابن حنبل راغبُ
أقلِّـدُ فتـواه وأعشـقُ قولَـه وللنـاس فيمـا يعشـقون مـذاهبُ

أَخذ العلم عن الشيخ محمد المرادي وعن القاضي يحيى الحجاوي
وفي مصر أخذ عن الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي المعروف بمحمد حجازي الواعظ، وكان فقيها عالما، عالما بالتفسير والحديث، وقد شرح الجامع الصغير في اثني عشر مجلدا، وسَمَّاه: فتح المولى النصير بشرح الجامع الصغير توفي سنة (1035 هـ).
وأخذ عن الإمام المحقق أحمد بن محمد بن علي الغنيمي الأنصاري الخزرجي، وهو من فقهاء مصر وعلمائها، له حواشي وشروح في الأصول والعربية، ورسائل في الأدب والمنطق والتوحيد، وله تعليقات على تفسير البيضاوي و الزمخشري و أبي السعود جمعها في كتاب سُمِّيَ: حاشية الغنيمي في التفسير توفي سنة (1044 هـ).
توفي الشيخ مرعي في القاهرة في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وثلاثين وألف -رحمه الله- تعالى-.

line-bottom