إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شفاء العليل شرح منار السبيل
312726 مشاهدة print word pdf
line-top
ترجمة صاحب متن دليل الطالب

الشيخ مرعي الكرمي -رحمه الله-
هو الشيخ: مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي ثم المقدسي الحنبلي.
وُلِدَ في طور كرم بفلسطين وانتقل إلى القدس ثم إلى القاهرة واستقر بها إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
وقد كان الشيخ مرعي مِن كبار علماء الحنابلة بمصر إماما محدِّثا فقيها، ذا اطلاع واسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة. وله مصنفات قيمة، وهي كثيرة متعددة، تبلغ (77) كتابا تقريبا، وقد تزيد على ذلك.
وكان ينظم الشعر، وله ديوان جيد، ومنه قوله:
لئـن قلَّدَ النـاسُ الأئمة إنني لفي مذهب الحَبر ابن حنبل راغبُ
أقلِّـدُ فتـواه وأعشـقُ قولَـه وللنـاس فيمـا يعشـقون مـذاهبُ

أَخذ العلم عن الشيخ محمد المرادي وعن القاضي يحيى الحجاوي
وفي مصر أخذ عن الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي المعروف بمحمد حجازي الواعظ، وكان فقيها عالما، عالما بالتفسير والحديث، وقد شرح الجامع الصغير في اثني عشر مجلدا، وسَمَّاه: فتح المولى النصير بشرح الجامع الصغير توفي سنة (1035 هـ).
وأخذ عن الإمام المحقق أحمد بن محمد بن علي الغنيمي الأنصاري الخزرجي، وهو من فقهاء مصر وعلمائها، له حواشي وشروح في الأصول والعربية، ورسائل في الأدب والمنطق والتوحيد، وله تعليقات على تفسير البيضاوي و الزمخشري و أبي السعود جمعها في كتاب سُمِّيَ: حاشية الغنيمي في التفسير توفي سنة (1044 هـ).
توفي الشيخ مرعي في القاهرة في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وثلاثين وألف -رحمه الله- تعالى-.

line-bottom